الأربعاء، 23 أبريل 2014

"اللى معاه قرش محيره يديه لهيفا تطيره"



إذا كانت حرية الإبداع تعنى هدم الوطن, وتدمير المجتمع
 فنحن نرفض تلك الحرية وذاك الإبداع وكفانا ما حدث طوال 3 سنوات

 "اللى معاه قرش محيره يديه لهيفا تطيره"

كتب محمود خليل:
سألوننى عن فيلم "حلاوة روح" ومنتجه, قلت:
منتج "حلاوة روح" لا يفرق بين تجارته للحوم البهائم الحيوانية, وتجارته للحوم البهائم المتأنسنة, للأسف هناك من يشترى لحوم البهائم التى يبيعها بأغلى الأسعار فيزداد ثراء, وهناك من "يتفرج" على لحوم البهائم التى يعرضها فيزداد ثراء أيضا.
رغم أن أفلام لحوم البهائم المتأنسنة تدمر مجتمعا بكامله, وتخرج أجيالا من الذئاب الجائعة التى تنهش أجساد إناث المجتمع نجد رسل الشيطان وأتباعه يدافعون باستماتة عن أشباههم من رسل الشيطان وأتباعه فى السينما.
فمن دافع عن حقوق الشواذ هم من كانوا فى ميدان التحرير لمدة 18 يوما يختلطون كالبهائم, وهم من يجتمعون حاليا أمام الاتحادية, وهم من يدعون للديمقراطية, الإلحاد, المثلية, الحرية المطلقة, الفوضى, وإسقاط الجيش والشرطة, وهم من تمولهم من قطر, إسرائيل, أمريكا, وتركيا. أنهم الخونة الذين يدمرون مصر منذ عرض "مدرسة المشاغبين"....
سألونى: ما رأيك فى "جسم" و"سخونة" هيفاء وهبى؟!
قلت لهم: جسد بلا معالم, ليس فيه ما يمثل عنصر جاذب للرجل المتزن, تستخدم العرى لإغراء المراهقين جنسيا ومن لديه توازن نفسي وجنسي لا تغريه ولا تمثل له أية قيمة أنثوية, وأضفت: ليتكم ترونها بلا مكياج, وهى ترتدى ملابس عادية بدون تعرية جسمها, بعدها قولوا لى رأيكم؟.
قالوا: لكنها اختيرت أكثر النساء العربيات إغراء؟!..
قلت: اختيرت على أساس غربى يقيم المرأة على أساس كم مترا يظهر من جسدها؟!.. أما أنا فأقيم المراة من حيث احتشامها وحياءها ومحافظتها على جسدها الذى لا يجب أن يكون محطا للذباب أو جاذبا لعيون الذئاب!..
قالوا: لكن كثيرون يتمنونها؟
قلت: أهبل من دفع ويدفع فيها ملايين, ففتاة من أعماق الريف المصري الجميل تستحق أكثر منها, على الأقل لن يكون جسدها مشاعا يشاهده القاصي والدانى, والمثل الشعبى المصري يقول "اللى معاه قرش محيره يديه لهيفا تطيره", فمن يتزوج بها, ومن يدفع تذكرة سينما ليشاهد فيلمها, أو تذكرة مسرح ليسمع أغانيها, أو يشترى ألبوماتها, فهو يضيع امواله, التى لم يتعب فى الحصول عليها, وبالتالى فهو يضيعها هباء فى الهواء.
أضفت:  ما رأيكم؟!.
قالوا: أنت تعيش فى عالم تانى.
قلت: هذا صحيح.
إذا عدنا إلى التاريخ فسوف نجد أن من يريد شرا بالمصريين استخدموا السينما خاصة, والفن عموما فى نشر الفوضى, الرذيلة, الأفكار الهدامة, والانحلال بين المصريين, ولا أدل على ذلك من أفلام الجنس التى انتشرت فى أواخر الستينيات وأوائل السبعينيات, بعد الهزيمة, والتى أصطلح على تسميتها بأفلام لبنان, حيث "هاجر" ممثلى وممثلات السينما المصريين إلى بيروت, بعد توقف السينما بعد الهزيمة, وقدموا أفلاما تدعو إلى الجنس, والانحلال الخلقى فقد قدمت نماذج تمجد الخيانة بين الزوجين بعد ظهور العشيق فى حياة الزوجين وتقدم مبرارات للزوجة لتخون زوجها مع العشيق, كما قدمت الجنس الرخيص من خلال ظهور الممثلات بالمايوهات الساخنة أو المينى جيب, وفتحت الباب أمام الفتيات والسيدات لتقليدهن وانتشرت موضة المينى جيب فى الشارع المصري, وكم من مهازل حدثت بسبب تلك الموضة, وكم دمرت بيوت آمنة بسبب تجرأ الزوجات على الخيانة أو اتخاذ صديق "عشيق", بعلم أو بدون علم الزوج.
بعد انتصار حرب أكتوبر, شهدت مصر عددا من الأفلام والمسرحيات التى تحض على الانحلال وتحقير القدوة والرموز, مثل الأب والأم, والمعلم والمعلمة فى المدارس, والمأذون, والمسئول الحكومى, وكانت من أشهر ما قدم فى تلك الفترة مسرحية "مدرسة المشاغبين", و"العيال كبرت", وغيرها من الأفلام التى هدمت الشخصية القدوة فى المجتمع, ثم تلتها ما عرف بظاهرة "أفلام المقاولات", التى تعتمد على المخدرات والجنس والفهلوة, وقدمت أسوأ نماذج فى المجتمع المصري, حتى ظن من يشاهد تلك الأفلام أن مصر صارت كلها كباريهات على نمط شارع الهرم, أو ان الأسر المصرية تبيع بناتها للخليجيين, وظن الخليجيون ان بنات
مصر للبيع فتكاثروا فى مصر, وحدثت كثيرا من المهازل, كالزواج العرفى ليوم أو اسبوع أو شهر, وبعدها يختفى الزوج الخليجى وهو اقرب إلى زواج المتعة أو الدعارة المخفية, وأمتلأت المحاكم بكم كبير من قضايا النسب بسبب تلك العلاقات الشرعية أو الغير شرعية, كما تكاثر الخليجيون فى مصر ونشأت مكاتب سمسرة لبيع المصريات إلى الخليجيين بعقود زواج, وفى الخليج يتحولن إلى خادمات للزوج الخليجى وأولاده وزوجاته الأربع!!.
استمرت تلك النوعية لفترة تلتها أفلام "الهلس" التى لا هدف لها سوى الإضحاك, ثم تلتها موجة أفلام تتحدث عن معاناة المصريين, وهى ما اصطلح على تسميتها بأفلام العشوائيات والتى تصور أسوأ ما فى مصر من مشاكل مجتمعية, ومن خلال تلك الأفلام تم دس أفكار "الثورة" على النظام,  من خلال استخدام غضب الشباب من انعدام فرص العمل وانتشار البطالة, وعدم القدرة على توفير سكن للزواج, فقدمت أفلام تحض على الإغتصاب, أو الانحلال من خلال أفلام تقدما نماذجا من العلاقات الغير مشروعة بين ممثلى الأفلام كحل لمشكلة عدم القدرة على الزواج.
فى ذات الوقت تم عرض العديد من الأفلام التى تتحدث عن فساد الطبقة الحاكمة فى التسعينيات وما بعدها, وتم التصوير فى قصور فخمة, وفى المقابل قدمت أفرادا يعيشون فى مناطق فقيرة ويعانون اشد المعاناة فى معيشتهم, وبالطبع المقارنة خلقت جيلا أو أجيالا يحقد على الوطن, النظام, والأغنياء, ثم عرضت بعد ذلك أفلاما تعرض بالشرطة وضباطها وأفرادها, والهدف كان بالطبع زرع الكراهية فى العقل الباطن للشباب استعدادا للوقت الذى يتم فيه تنفيذ خطة "الثورة" على النظام, وبالتالى يكون الشباب بل وطبقات الشعب الفقيرة والمتوسطة أكثر قبولا بحرق أقسام الشرطة وقتل الضباط, وهو ما تم فعلا, ففى الأيام الأولى لـ
"وكسة" يناير 2011, شعر العديد من أفراد المجتمع بالبهجة والفرحة بحرق أقسام الشرطة, لهنهم سرعان ما عادوا وبعد مرور عدة أشهر ليعترفوا أن ما تم كان خطأ, وتدميرا لمنظومة الأمن التى كانوا يعيشونها فى ظل نظام فاسد –كما أدخلوا فى عقولهم الباطنة من خلال الأفلام التى تناقش أو تجسد الفساد فى عهد مبارك- وتأكدوا أن العيش بأمن وأمان فى ظل نظام فاسد, أفضل كثيرا من العيش فى "حرية" بلا أمن ولا أمان.
أما العقد الذى نعيشه حاليا فقد تم التركيز على الطفل المصري, فبعد تدمير الأسرة المصري, ثم القدوة من آباء, معلمين, شيوخ, وقادة, فالشباب, جاء الدور على الأطفال, فقامت ممثلة بتقديم فيلم عن تلميذ يعاشرها معاشرة الأزواج رغم أنها مدرسته فى الفصل الذى يدرس فيه, بينما تقوم ممثلة أخرى بممارسة الجنس مع طفل, وهو ما يعنى أن أطفال مصر يتم استهدافهم من خلال تقديم الجنس لهم على طبق من فضة, فمن السهل جدا أن يطلب تلميذ ان يمارس الجنس مع مدرسته, أو أن يمارس طفل الجنس مع جارته!!.
أنها أفلام الجنس, المخدرات, الانحلال, الفساد, العشوائيات, والمقاولات التى يتم من خلالها تخريب المجتمع المصري, وهى التى ساهمت إلى حد بعيد فيما يحدث حاليا من تخريب, تدمير, انحلال, وتحرش, والغريب أن نجد هناك من يدافعون عن تلك الأفلام بحجة حرية الإبداع وهو قول حق يراد به باطل, فمن قال إن الإبداع يهدم المجتمع؟, إذا كانت حرية الإبداع تعنى هدم الوطن, وتدمير المجتمع, فنحن نرفض تلك الحرية, وذاك الإبداع, وكفانا ما حدث طوال 3 سنوات. 













ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق