السبت، 23 يوليو 2011

خالد فؤاد: صفوت الشريف طلب من سعاد حسنى تسجيل القرآن الكريم بصوتها؟!


كتاب يكشف أسراره مع الممثلات
خالد فؤاد: صفوت الشريف طلب من سعاد حسنى تسجيل القرآن الكريم بصوتها؟!
مبارك يسأل الشريف:  حكايتك أيه مع "النسوان", فيرد: كنت باخدم الوطن ياريس!!
جهاز المخابرات يفشل فى بيع أفلام الشذوذ الجنسى للحصول على عملة صعبة!
صلاح نصر أشرف بنفسه على تصوير سعاد حسنى عارية فى أحضان ضابط المخابرات!!
"الهانم" استعانت به لكتابة تقارير حول رجال "الرئيس" والمكافأة كانت وزارة الإعلام!

كتب محمود خليل:
ما بين فساد الستينيات والتسعينيات من القرن الماضى والعقد الأول من القرن الحالى, خيط رفيع يربط بين العهدين, إنه صفوت الشريف, ضابط المخابرات السابق, الشهير باسم الضابط موافى, وهو الاسم الحركى الخاص به داخل جهاز المخابرات الذى كان يعمل به منذ الستينيات, بل كان من أوائل من عمل به.
ارتبط اسم صفوت الشريف بأشهر قضايا فساد الفنانات, كما ارتبط اسمه بقضية مقتل أو انتحار أو اغتيال الممثلة سعاد حسنى, فى لندن, عقب إعلانها عن كتابة مذكراتها, وبالطبع كان للشريف مساحة كبيرة فى هذه المذكرات التى اختفت عقب وفاة سعاد حسنى.
حول فساد صفوت الشريف وعلاقاته بممثلات مصر, قدم خالد فؤاد الصحفى بدار الهلال كتابه "من عبد الناصر إلى مبارك.. العلاقات السرية لنجمات الفن ورجال السلطة.. الملف الأسود لصفوت الشريف مع فنانات مصر", التقته "السياسة", وكان هذا الحوار:
* سألناه فى البداية, كيف جاءت فكرة الكتاب؟
** يجيب: سمعت عن فساد صفوت الشريف ولكننى لم أكن اتصور أن يكون بهذا الحجم, خاصة بعد أن قرأت وبحثت فى ملفاته, خاصة تحقيقات محكمة الثورة المعروفة باسم "انحراف جهاز المخابرات", وهالنى حجم الفساد الذى لعب فيه الشريف دورا كبيرا, وحكم عليه بعد إدانته, بالسجن لمدة عام.
كان الشريف وقتها عمره 35 سنة, واشتهر باسمه الحركى "موافى", وأعترف فى التحقيقات بكيفية تجنيده وتصويره, للفنانات ومئات من طلبة الجامعات, فى أوضاع جنسية شاذة, تم استخدامها فى الضغط على هؤلاء الممثلات والفتيات, لتنفيذ ما يطلب منهن!!.
كانت سعاد حسنى من أكبر وأهم ضحاياه, حيث أشرف, بل شارك بنفسه فى تصويرها, كما هو مثبت فى أوراق الدعوى المرفوعة من أسرة الممثلة الراحلة, ضد الشريف, وتتهمه فيها بقتلها.
كما كان له دورا بارزا فى شبكة الآداب الشهيرة التى قبض عليها عام 1974, والمعروفة بشبكة "ميمى شكيب".
الغريب فى الأمر إن الشريف رغم الحكم عليه بالسجن, فى الستينيات من القرن الماضى, صار من أشهر وزراء الإعلام فى الثمانينيات, ثم رئيسا لمجلس الشورى وأمينا عاما للحزب الوطنى, ورئيسا للمجلس الأعلى للصحافة!!.
* ما رأيك فى وفاة سعاد حسنى.. هل انتحرت أم قتلت؟
** مقتنع بنسبة كبيرة بتورط الشريف فى قتلها جسديا بسبب مذكراتها التى كانت تعتزم نشرها, مثلما قتلها معنويا حينما منع عنها تكاليف علاجها التى كانت الحكومة تدفعها لها, واتذكر هنا أن الشريف طلب من نبيلة عبيد أن تبلغ سعاد حسنى بتسجيل القرآن الكريم بصوتها, وبالتالى يمكنها الحصول على مبالغ كبيرة تساعدها فى العلاج, وبالفعل سجلت شريط واحد, ولكنه فشل ولم يكن له أى رد فعل, ولم يحقق أى عائد مادى, مما عاد بالسلب على حالتها النفسية.
* ومالذى يجعلك مقتنعا بتلك الدرجة؟
** ما جاء فى أقوال صفوت الشريف أثناء التحقيق معه بعد اعتقاله عام 1969 فيما يخص سعاد حسنى وتجنيده لها, بعد تصويره لها وهى عارية تماما مع أحد ضباط المخابرات, يؤكد اقتناعى بإنه السبب فى قتلها, بسبب ما يمكن أن تقوله عنه وعن تورطه فى الممارسات الجنسية القذرة للممثلات, فى مذكراتها التى كانت تنوى نشرها, وهذا نص ما قاله:
ومن ذلك عملية خاصة بالممثلة سعاد حسني تمت في حوالي أكتوبر أو نوفمبر سنة 1963 حيث اتصل بي حسن عليش وطلب مني إجراء عملية كنترول عليها كما أصدر نفس الأمر لمحمود كامل شوقي وكان الأخير قد اقترح من حوالي شهرين سابقين على حسن عليش أن يتم تجنيد بعض السيدات من الوسط الفني للعمل معنا ضمن خطة لتوسيع قاعدة المندوبات وكانت سعاد حسني من ضمن الأسماء المقترحة ولكن حسن عليش وقتها لم يوافق على التجنيد من الوسط الفني وقال دول ناس كلامهم كتير ومافيش داعي دلوقتي. ولما كلمني بعد كده بشهرين قال لي أنه عاوز ينفذ الموضوع الخاص بسعاد حسني فوراً ويتعمل عليها كنترول وقال لي اتصل بمحمود كامل شوقي علشان تتفاهم معاه وتعطيه التعليمات اللازمة وأنا حاأكلمه وفعلاً اتصل به وأعطاه نفس التعليمات حسبما سبق أن ذكرت.
وبناء على ذلك اتصل محمود كامل شوقي بإحدى مندوباته وتدعى "ريري" وفهم منها أن الممثلة ليلى حمدي هي اللي تقدر تجيب سعاد حسني مقابل مبلغ 300 جنيه على ما أذكر وأن سعاد ما تحبش تتصل بمصريين وإنما اتصالاتها بتكون بأجانب أو عرب وعرضنا هذا الكلام على حسن عليش فأعطى تعليمات باستخدام ممدوح كامل مترجم اللغة الفرنسية في قسم المندوبين ليتظاهر بأنه فرنسي وعلى هذا الأساس يتصل بسعاد حسني.
وكان ممدوح في الوقت ده يعيش فعلاً تحت ستار أنه فرنسي في عملية أخرى خاصة الإدارة، وعلى ذلك قمت باستدعائه وعرضت عليه الموضوع فأبدى استعداده وسلمته لمحمد كامل شوقي ليستخدمه وحصل تعارف بين ممدوح وسعاد حسني عن طريق ليلى حمدي المشهورة برفيعة هانم وأعطاها 300 جنيه كنت قد سلمتها لـه من نقود قسم المندوبين واصطحبها إلى شقة مصر لجديدة وأجريت عملية الكنترول عليهما أثناء ممارسة العملية الجنسية معها.
وقد قمت أنا وأحمد الطاهر وصلاح شعبان بتنفيذ العملية من ناحية التصوير الذي تم بطريقتين الطريقة الأولى هي التصوير بكاميرا 35 مم والطريقة الثانية هي التصوير السينمائي 8 مم وكانت هذه أول مرة تستخدم فيها هذه الطريقة الأخيرة في عمليات الكنترول.
وكان أحمد الطاهر تولى التوجيهات في هذا الشأن بناء على التعليمات الصادرة لـه من حسن عليش، وقد فوجئت في ذلك اليوم بحضور صلاح نصر رئيس المخابرات إلى غرفة العمليات بصحبة حسن عليش وأشرفا على تنفيذ العملية وأنا استغربت من حضور صلاح نصر وكان حضوره مفاجأة لي لأن دي كانت أول مرة يحضر فيها بنفسه تنفيذ عملية كنترول ومحدش قال لي أنه جاي وكان يعطينا تعليمات بإتقان التصوير.
وقبل وصول صلاح نصر وحسن عليش حضر لنا محمود كامل شوقي كما أن يسري الجزار حضر العملية أيضاً وكان جاي معايا ولاحظت أثناء تنفيذ العملية أن صلاح نصر أصدر أمراً ليسري الجزار ومحمود كامل شوقي باقتحام غرفة النوم وضبط سعاد حسني متلبسة وقد تم ذلك فعلاً.
وعقب ذلك تم اصطحابهما بمعرفتهما وبناء على أوامر من صلاح نصر أيضاً إلى مبنى الاستجواب بإدارة المخابرات وإيهامهما بأن الشخص الذي كان معها وهو ممدوح كامل هو جاسوس فرنسي وعرض عليها يسري الجزار في مبنى الاستجواب أن تعمل مع المخابرات مقابل ستر فضيحتها وقد وافقت على ذلك وحررت بناء على طلب يسري تقريراً بواقعة وظروف تعرفها بممدوح كامل حتى القبض عليها ونموذج شخصي مطبوع يحرره المندوبون ويحتوي على بيانات شخصية عن المندوب وهو نموذج أشبه بالكراسة ويعرف عندنا باسم P.R.Q. ونموذج آخر مطبوع عبارة عن إقرار بالموافقة على العمل مع المخابرات يحرره المندوبون أيضاً.
وأعطاها يسري الجزار تعليمات بأن يكون اتصالها في العمل بمحمود كامل شوقي وهو اللي يعطيها التوجيهات اللازمة بخصوص العمل وقد تولى محمود كامل شوقي وصلاح شعبان بعد ذلك توصيلها لمنزلها وجابوا منها الفلوس اللي كانت أخدتها من ممدوح كامل وهي 300 جنيه كما سبق أن ذكرت وسلموني المبلغ ورجعته للخزينة تاني.
وفي نفس اليوم بعد انصراف سعاد حسني تقابل حسن عليش مع ممدوح كامل وشكره على المجهود اللي عمله وقال لي أن المدير صلاح نصر أمر لـه بمكافأة قدرها مائتي جنيه وكانت الفلوس مع حسن عليش وسلمها في وقتها لممدوح.
وأنا تقديري الشخصي لهذه العملية الخاصة بسعاد حسني أنه لم يكن ثمة ما يدعو لاقتحام الغرفة عليها أثناء وجودها مع ممدوح والاكتفاء بمواجهتها بالصور التي حصلنا عليها من عملية الكنترول خاصة وأن الاقتحام تم أثناء ممارسة أوضاع جنسية وكانت سعاد عريانه وأذكر أنه في مرحلة من مراحل العملية كانت سعاد وممدوح متغطيين بملاية وكان ذلك من ضمن الأسباب التي دفعت إلى التفكير في الاقتحام إنما هذا لا يمنع من أننا التقطنا لهم صور قبل ما يتغطوا بالملاية، وقد كانت هذه العملية الخاصة بسعاد حسني هي أول عملية نلجأ فيها إلى هذا الأسلوب في التجنيد وهو ضبطها متلبسة.
والحكاية دي بما لها من انعكاس على نفسيتها جعلتنا أنا ومحمود كامل شوقي نفكر في أننا نصلح نفسيتها في الأول قبل ما نشغلها حتى يكون عملها بدافع وإيمان وليس فقط تحت تأثير الخوف وعرضنا هذا الأمر على حسن عليش فوافق عليه ولذلك رحت أنا وهو ومحمود كامل شوقي عندها في البيت بعد كده وقدم لها حسن عليش بعض هدايا عبارة عن ساعة يد وراديو ترانزستور.
* أراك تركز على قضية سعاد حسنى فماذا عن باقى الممثلات اللاتى ورطهن الشريف مع المخابرات؟
** لأنها هى القضية الأشهر, فسعاد حسنى كانت عنيدة وأصرت على كتابة مذكراتها رغم التهديد الذى وصلها, بينما باقى الممثلات مثل نجاة الصغيرة, وبرلنتى عبد الحميد, وشريفة ماهر, واعتماد خورشيد, ومريم فخر الدين, وغيرهن لم يكن لهن تأثير مثل سعاد حسنى.
* ما هو تفسيرك لصعود الشريف من خلال ما أطلعت عليه من مستندات ووثائق؟
** شدتنى هذه النقطة بالفعل وبحثت عن سبب صعوده رغم اتهامه السابق, وتأكدت إنه كان سياسي داهية, وحصلت على نص أول لقاء بينه وبين الرئيس مبارك, والذى سأله: ما هى حكايتك من "النسوان" يا صفوت؟
أجاب صفوت: مظلوم ياريس!!.. أنا كنت باخدم الوطن!!
لم يقتنع مبارك بالرد, وأبعده عن المناصب السياسية, ولكنه بعد فترة صار من أقرب المقربين إلى مبارك, والسبب فى ذلك أن "الهانم" أو سوزان مبارك, استعانت به لتقديم تقارير لها حول المسئولين المقربين من زوجها, حيث تم استبعاد العديد من المسئولين, من اشهرهم منصور حسن, وزير الإعلام الأسبق, وحسب الله الكفراوى, وزير التعمير الأسبق, والأخير سبق وحذر مبارك من الشريف, ولكن للعجب تم استبعاده هو, بينما كوفىء الشريف بوزارة الإعلام, وبعدها صار ذراع مبارك اليمين, بسبب دوره فى حياة الرئيس العاطفية!!
* ماذا تقصد بعلاقات الرئيس العاطفية؟
** لم ينس الشريف أعماله القذرة منذ كان فى المخابرات, ولذلك ورط مبارك وأولاده فى تلك العمليات حتى يستطيع السيطرة على "القصر" وحكامه, فبعد سيطرته على "الهانم"؟, كان الدور على ابنها علاء الذى ورطه مع الممثلة شريهان, بعد أن ابدى له إعجابه بها فى أعقاب بطولتها لفوزاير رمضان, وسوف تكشف الأيام القادمة سر الحادث الذى تعرضت له على الطريق الصحراوى, كما سيطر على "الراجل الكبير" –المقصود به مبارك- عن طريق الحفلات التى كان يقيمها لها وتحضرها الممثلات, ومنهن –كما تردد- المغنية إيمان الطوخى التى أعجب بها مبارك بعد دورها فى مسلسل "رأفت الهجان", وكانت سببا فى مشاكل كبيرة بين مبارك وسوزان.
* لماذا كتبت الكتاب فى هذا التوقيت وبعد دخول الشريف السجن؟
** الكتاب صدر بالأسواق قبل دخوله السجن, بعشرة ايام, وكنت شرعت فى كتابته بعد سقوط مبارك ورجاله, وقد ظهرت فى تلك الفترة وثائق ومستندات جديدة ساعدتنى فى تأليف الكتاب, وبالطبع كان من الصعب صدور الكتاب قبل سقوط مبارك والشريف.
* تعرض أحد الصحفيين للضرب والتهديد بعد كتابته مقالا عن الشريف وعلاقته بالممثلات.. ألم تخف من نفس المصير؟
** لقد تعرضت بالفعل للتهديد بالقتل إذا لم اسحب الكتاب من السوق, بل إن عددا من المحطات الفضائية ألغت لقاءات معى بعد الاتفاق على الظهور على شاشاتها للحديث عن الكتاب, دون سبب, كما اكتشفت أن أعوان الشريف يشترون الكتاب من الباعة لمنع انتشاره بين المواطنين!!.
* ما رأيك فى استخدام المخابرات للنساء عامة والممثلات خاصة فى أعمال التجسس وما شابه؟
** الوطن لا يمكن أن يستفيد من تلك العمليات القذرة, ولذلك فأنا ارفض هذا الأسلوب, أو استغلال اجساد الممثلات وغيرهن فى أعمال المخابرات, لأن ذلك يتنافى مع الأخلاق والآداب والدين.
* ما هو أغرب ما أطلعت عليه من خلال بحثك فى ملف الشريف؟
** يضحك وهو يتذكر طلب صلاح نصر مدير المخابرات السابق, من صفوت الشريف تصوير أفلام شذوذ جنسى نسائى, لبيعها فى بيروت للحصول على عملات صعبة للبلاد!!, ولكن هذه الأفلام فشلت فشلا ذريعا ولم تبع, ولم يدخل خزينة مصر أى عملة صعبة من حصيلة بيع هذه الأفلام.
* ما هى النتيجة التى خرجت منها بعد الاطلاع على المستندات والوثائق الخاصة بالشريف والممثلات؟
** بعد اطلاعى على الوثائق والمستندات وشهادات الشهود ووثائق أمن الدولة, وعدد من الكتب, تأكدت أن صفوت الشريف كان له دورا قذرا فى إفساد الحياة السياسية فى مصر.
* هل تؤيد محاكمته؟ وعلى أى تهمة؟
** بالتأكيد يجب أن يحاكم على كل ما ارتكبه فى حق أعراض الممثلات والسيدات المصريات اللاتى كان يتم تصويرهن بدون إذنهن, وكذا قتله أو مشاركته أو إصدار أوامره بقتل سعاد حسنى, والأهم هو مساهمته الكبيرة فى إفساد الحياة السياسية فى مصر, خاصة فى عهدى عبد الناصر ومبارك.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق