طالب برحيل "الكبير"!!
"طير أنت" هل تنبأ بأحداث يناير أم كان داعيا لها؟
كتب محمود خليل:
فيلم "طير أنت" أحد الأفلام التى عرضت العام الماضى, بطولة أحمد مكى ودنيا سمير غانم ولطفى لبيب وماجد الكدوانى, ويروى قصة طفل "أحمد مكى", الذى فقد والديه فى حادث سيارة أثناء عودة الأسرة من الخليج, ويقوم الجد برعايته حتى يتخرج من كلية الطب البيطرى, وفى تخرجه يموت جده, ويصبح وحيدا, ثم يجد عملا فى إحدى مستشفيات علاج الكلاب, يبحث عن الحب ولكنه لا يجده, أو يجد صعوبة فى أن تحبه فتاة.
منذ وفاة جده يظل "مكى" يحتفل بيوم مولده وحيدا, وفى أحد الأيام يعود ليحتفل بعيد ميلاده ويتذكر كيف كان جده يحتفل معه بعيد الميلاد ويغنى له "هابى بيرث داى تو يو", وفجأة يجد فى الحجرة المغلقة, تورتة وعليها الشموع, ومن يغنى له, "هابى بيرث داى تو يو"!!
يدخل "مكى" الحجرة فيجد عفريتا "ماجد الكدوانى", وبعد تبادل الحديث بينهما, يذكر العفريت له أنه يريد عمل ما يشبه شهادة من أنسى حتى يتخرج من المدرسة ويحصل على الشهادة الإعدادية!!, وح-تى يحصل على الشهادة فأنه على استعداد لينفذ له, سبعة طلبات, ويوافق "مكى", ويبدا التنفيذ, فيحوله العفريت مرة إلى شخص حبوب ومرة مطرب حنين, ومرة شاب كول, ومرة شاب من أسرة غنية ممن يرتادون الساحل الشمالى, ومرة مدرب كرة, ومن بين هذه الشخصيات التى حوله العفريت إليها شخصية البلطجى أو قاطع الطريق او أو زعيم عصابة, أو شيخ منصر!!.
يظهر "مكى" فى هذه الشخصية فى إحدى قرى الريف, وتدور أحداثها على أنغام أغنية تقول كلماتها:
يا بلد منهوبة اراضيك
أهلك وناسك أطيب مافيك
عايشين فى قهر وظلم
متحملين بلاويك
وحاميك حراميك
وكبير خاطيك
يشاهد أهالى القرية البلطجية وهم فى طريقهم إلى القرية فيتركون كل أملاكهم ويختبئون داخل بيوتهم ومن الرعب يغلق رب أسرة الباب وابنه فى الخارج, فيفشل فى الدخول وخوفا من وقوعه فى يد "الكبير", يطلق الرصاص على رأسه فيموت فى الحال!!.
يخرج احد أفراد عصابة "الكبير" جهاز لاسلكى لؤكد له أن المكان آمان!!, ويدخل "الكبير" على أنغام أغنية تقول كلماتها:
الظلم حصان أسود
دايس على البلد
قالب عاليها واطيها
يا خوفنا من دا الولد
يدخل "الكبير" ممتطيا فرسه ويأتى رجاله بفلاح يسير على عكازين "لطفى لبيب", فيطلب منه "الكبير" الإتاوة وهى خمسة آلاف جنيه, فيخبره أنه لم يعد لديه مال, فيطلب منه "الكبير" ان يدبر له المال بأى شكل مثلما دبر جاره الإتاوة بعد ان باع المطبخ, والثانى "سرح" إحدى بناته فى شارع جامعة الدول العربية, والأخرى فى شارع عباس العقاد, والثالث أجر منزله للعراقيين, ونصب لنفسه وزوجته خيمة يعيش فيها!!
يذكره الفلاح أنه بنى قصرا كبيرا, وأدخل الكهرباء التى أحاطت به من كل جانب, من "الإتاوة" التى يحصل عليها, ولم يستفد الفلاحون من تلك "الإتاوات" التى يفرضها عليهم رغم وعوده بتحسين معيشتهم, فيرد عليه "الكبير" بأن تلك هى البداية, فـ "الكبير" لابد ان "يتظبط" اولا, ثم بعد ذلك باقى الأهالى!!, ثم يطلب "الكبير" من رجاله أخذ بقرته وتركز الكاميرا على البقرة وهى تصدر صوتها المعروف, بشكل اشبه إلى الاعتراض عما يقوله "الكبير", وفى تلك اللحظة يأتى أحد رجاله ليخبره أن زوجته كانت تحاول الهرب من القصر, فيسأله عمن رأها غيره, فيخبره أنه فقط الذى رآها, فيخرج طبنجته ويرديه قتيلا فى الحال!!.
يذهب "الكبير" إلى قصره, فيجد زوجته "دنيا سمير غانم" تجلس فى الصالون وبجانبها حقيبة السفر, فيطلق عدد من الأعيرة النارية داخل القصر, فتسقط "النجفة" من السقف, فيرتعد خوفا!!, وحينما يفتح حقيبة سفر زوجته, يجد "مخدة" عليها صورة "مهند" بطل المسلسل التركى الشهير "نور", فيسألها كيف أتت بصورته رغم انه كسر الدش والتليفزيون, فتخبره أنها أتت بها عن طريق الأنترنت!!, فيكلف رجاله بقطع كابلات الأنترنت فى البحر المتوسط!!.
يسمع "الكبير" أصوات فى الخارج تهتف "الكبير لازم يرحل", "كلنا إيد واحدة", "الكبير لازم يرحل", فيخرج ليرى ماذا يحدث فى الخارج فإذا بأهالى القرية يمسكون فى أيديهم "مشاعل" النار, ويتغلبون على رجاله, الذين يحرسون القصر, وأمام "الفرندة" يقف أهالى القرية رافعين شعار"الكبير لازم يرحل", يطلب "الكبير" أحد رجاله لضرب الأهالى, فينضم لهم معلنا أنه لديه "تار", لابد ان "يخلصه" معه, أما زوجته قتأتى من خلفه وهى تصوب إليه رشاشا, وتطالب بأخذ الثأر منه هى الأخرى, وتقول له: "ألف من له تار فى البلد", فيسألها وكيف أتت بالرشاش وعلمت بتظاهر الأهالى, فتقول له عن طريق "الأس أم أس", وتنتهى مشاهد الشخصية عند هذا الحد!!
وإذا طبقنا أحداث الفيلم على الواقع فأننا أمام شخصية الرئيس ممثلة فى شخصية "الكبير", والمعروف أن الوزراء والمسئولين فى الحكومة والحزب الوطنى, كانوا يطلقون على الرئيس مبارك "الراجل الكبير", أما الزوجة فتمثل مصر التى يريد "الكبير" أو الرئيس", السيطرة عليها ولكنها تنجح فى الافلات منه, والاتصال بالعالم الخارجى عن طريق وسائل الاتصال الحديثة, مثل: الستالايت ثم الأنترنت ثم التليفون المحمول, وتنتهز الفرصة للتخلص منه, وتكون داعمة وداعية للشعب ممثلا فى أهالى القرية, للتخلص منه!!, أما رجال الكبير الذين رفضوا اطلاق الرصاص على الأهالى فيمثلون الجيش المصرى, الذى رفض اطلاق الرصاص على المتظاهرين!!.
الغريب فى الهتافات التى ترددت فى الفيلم هى قربها الشديد من الهتافات التى شهدتها أحداث يناير, والتى كانت تقول: "لازم يرحل", "ارحل", "الشعب يريد رحيل النظام", "الجيش والشعب إيد واحدة"!!
أما السؤال الذى يطرح نفسه, أو الأسئلة بمعنى اصح, فهى:
ماصلة الفيلم وصناعه بأحداث يناير التى شهدتها مصر مؤخرا؟
ماصلة الفيلم وصناعه بمن دعا وشجع ونظم وحرك وحرض وشارك فى أحداث يناير؟
هل كانت أحداث الفيلم مجرد "إبداع" لكاتب القصة أو مخرج الفيلم؟
هل كان الفيلم مجرد خيال, أم كان مجرد صدفة وإستقراء للحاضر والمستقبل؟
على اية حال فقد كتبنا نحن كثيرا من المقالات حول المستقبل الذى ينتظر مصر بسبب انتشار الفساد, والظلم, وصعوبة حصول المواطنين على حقوقهم المشروعة, بل عدم حصولهم على حد الكفاف, وما يكفى لسد رمقهم ورمق أسرهم, وطالبنا بسرعة القضاء على الفساد ومحاكمة الفاسدين, ونبهنا إلى أن الكتاب يكتبون, والصحفيون ينشرون, والسينما تنتج أفلاما عن الأوضاع الخطيرة التى وصل إليها الشعب, ويجب على المسئولين الانتباه لما يكتب ويقال ويعرض, وحل مشاكلهم لأن الشعب يريد حياة كريمة, ولا يطمع فى حكم, ولكنه يريد أن يكفى احتياجاته واحتياجات اسرته بكرامة وشرف فقط, والا يهان فى طابور عيش أو مصلحة حكومية, أو قسم شرطة, وان يحصل على قضاء عادل سريع, وأن تحفظ كرامة أبناء فى الداخل والخارج, ولكن يبدو أن احدا فى النظام يقرأ أو يسمع أو يشاهد, وأن قرأ أو سمع أو شاهد, فسرعان ما ينسى أو يضع غمامة على عينيه ويسد اذنيه, حتى لا يرى ولا يسمع آهات الشعب, وهذه هى النتيجة, فهل يتعظ القادمون؟؟!!
مكر الشيطان وخبث اليهود يلتقيان
ردحذفطيب معرفناش مين صاحب الاغنية دي انا قلبت عليها الدنيا ملقتهاش أي حد يعرف ازاي اوصلها ارجوكم يساعدني
ردحذفالأغنية فى سياق الفيلم ويغنيها أحمد مكى ... شاهد الفيلم
ردحذف